منوعات

ظاهرة الافلات من العقاب

ظـــاهـــرة الإفــلات مــن الــعــقــاب

أبي نشـَّــأتني على العدل و ربيتني على المساواة ، كلما أخذ مني أخي دميتي إلا و رددتها لي ،

و كلما ضربني إلا و اقتصصت لي منه ، فأشعر بقيمتي وكرامتي ،
و أحس بنشوة الانتصار

معلمتنا هي الأخرى يا أبي طالما جسّدت هذه المعاني
الجميلة أمامي بتدخلاتها ،

و رسّختها في ذاكرتي ،

و كلما هممت بالاعتداء على
الآخرين تذكرت العقاب الذي ينتظرني فلا أجرؤ على إتيانه.
قبل أسبوع صدمك ابن الوالي بسيارته على الرصيف ،

فكسرت رجلك وشلت حركتك ،

فصرتَ غير قادر على العمل ،

اعتصر الألم بداخلي من هول ما رأيت ،
لكني لمحته اليوم يا أبي يروح حرا و يغدو طليقا ، عرفت أن ما يجري غير
عادي ،

شعرت بمرارة الظلم تسري في وجداني ،

أحسست برغبة جامحة في الصراخ ملء حنجرتي ،

لأقول هذا الذي صدم أبي و سرق ابتسامتي و أزّم وضعي و ضيع مستقبلي ،

لعل صرختي تـبـدّد الصمت الذي يلف الحادث و تزيل الغموض الذي يعتري
القضية.
أبي ، هل هناك أناس في هذا الوطن يعتدون و لا يعاقـَبون ؟

لماذا يحصل لنا كل هذا ؟

أليس البشر متساوين كما علمتني أنت و معلمتنا ؟

هل العدل مكانه البيت و المدرسة فقط ؟

أعلم علم اليقين أن العدل ثماره طيبة ، فلماذا المجتمع لا يستفيد منها ؟
لا أظنك أبي سامحت الشاب الطائش ،

لأنه ما اتصل بك أحد و لا طـُـلب منك ذلك،
أخبرني أبي كيف نسترد حقنا ، سأفعل كل ما تأمرني به ،

و إن لم تفعل سأحاول أن أتحكم في مشاعري كي لا أنهار و تزداد معاناتك

لكن أسئلة كثيرة عن الموضوع
ستبقى تشوش فكري حتى أجد لها إجابات.

Leave a Comment