فطام الطفل
فطـــــام الطفل
الفطام.. نهاية العلاقة الحميمة بين الأم وطفلها
إن الحديث عن الفطام ذو شجون ولربما يساء فهم طرح هذا الموضوع.. ولكن وردت أسئلة عن كيفية فطام الطفل.
للأسف الكثير من الأمهات يفطمن أطفالهن في وقت مبكر، وهذا خطأ،
حتى ولو أن الأم تعمل حيث يمكن التعويض في فترة العمل ويجب على الأمهات الاستمرار في الرضاعة الطبيعية وإن أحست بقلة الحليب وكثير من الأمهات يقمن بفطام أطفالهن لعدة أسباب منها:
1– الاعتقاد بأن الرضاعة تؤثر على صحتهن وتشوه صدورهن وقد ثبت العكس بأن المرضعات يتمتعن بصحة جيدة وهن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي من اللاتي لا يرضعن، كذلك تكون هناك علاقة وطيدة بين الطفل وإحساس بالأمومة أكثر من الأم الأخرى.
2- – عمل الأم يدفع ببعض الأمهات بفطام أطفالهن مبكراً اعتقاداً بأن الحليب لا يكفي أو يدعين ان الطفل رفض ثديهن.
3- بعض الأمهات يعتقدن أن صدورهن صغيرة ولا تكفي الطفل.. وهذا اعتقاد خاطئ، حيث ان الحليب يدر بكثرة الرضاعة والاستثارة بالمص. –
4- استعمال حبوب منع الحمل وهذا في الحقيقة يؤثر على الرضاعة مع العلم ان هناك أنواعاً أخرى أخف ضرراً.
5- – عدم المعرفة الجيدة عن كيفية الرضاعة مع وجود بعض الخلل في الحلمة، مما يؤدي إلى عدم أخذ الطفل كفايته من الحليب، وبكائه الدائم.
وهذا من واجبات مراكز الصحة الأولية التي يجب عليها تعليم الأم على الرضاعة وكيفيتها واعطاؤها فكرة عن بعض المشاكل التي ستواجهها ويمكن حلها بالكشف على الثدي وخلافه. ذا قبل الحديث عن الفطام ننصح الأم بعدم فطام الطفل مبكراً خاصة في 6 – 9 أشهر الأولى من حياته.
وبمجرد التفكير في ذلك عليها مراجعة الطبيب لمساعدتها على الإجابة عن بعض الأسئلة التي تدور في ذهنها عن الفطام لتصحيحها. نهاية العلاقة الفطام هو نهاية العلاقة الحميمة بين الأم وطفلها،
لذلك فهو تاريخ مهم، والحقيقة انه ما من موعد مثالي لفطام الرضيع، بعض الأمهات تحدد فطام الطفل طبقاً لارتباطاتها الاجتماعية والشخصية وأحياناً لرغبة الرضيع.
إن الفطام بعد مرور عدة أسابيع على الولادة هو الأكثر صعوبة على الأم وضرراً على الطفل،
لأن إفراز الحليب خاضع لهرمون يفرز من الغدة النخامية، وأن هذا الحليب في الأسابيع الأولى مفيد جداً للطفل من الناحية الغذائية والصحية لاحتوائه على المواد اللازمة لنموه وبعض الأجسام المضادة التي تقي الطفل من بعض الأمراض،
فإذا أصرت الأم على الفطام فيجب مراجعة الطبيب الذي سيصف لها دواء هرمونياً ليمنع إفراز الحليب وهذا الدواء له بعض الآثار على الأم مثل الدوار عند تبديل الوضعية، ولكنها تختفي فيما بعد
يجب أن يكون الفطام تدريجياً كي ينجح، ولا يمكن ذلك إلا إذا امتد عدة اسابيع.
على الأم أن تبدأ به في فترة مبكرة بما فيه الكفاية، فتستبدل الرضاعة الأقل غزارة من ثديها برضاعة من الحليب حسب الكمية والنوع اللذين يقوم الطبيب والأهل بتحديد نوعهما «في بداية الفطام من الأفضل استعمال حليب البقر لدى الطفل،
كذلك يجب أن يكون غنياً ببعض المواد الضرورية لنمو الطفل وخاصة المخ».
بعد مرور اسبوع، تستبدل الرضاعة الثانية من ثديها برضاعة ثانية من الحليب، وهكذا دواليك حتى الفطام الكامل.
تستطيع بعض الأمهات الابقاء على رضاعة من الثدي في الصباح وفي المساء «لكن ليس لفترة طويلة لأن المص سيقل وبالتالي ستقل استثارة الحليب كي يصل إلى الثدي».
بشكل عام، إن الفطام التدريجي لدى الرضيع الذي يقل عمره عن 3 أشهر سهل، فالطفل يتناول دون صعوبة، الرضاعة التي تمنحها له أمه «سوف نرى أن الأمر مختلف مع الرضيع الأكبر سناً».
الفطام المتأخر أكثر صعوبة، لا تعود الآلية الثديية تحت السيطرة الهرمونية، بل ترتكز فقط على مص الرضيع.
لذا يصبح استخدام هرمون إفراز الحليب غير مفيد.
ولا يمكن إيقاف الحليب إلا باطالة الفترة الممتدة بين رضاعة وأخرى. لكن الرضيع الأكبر سناً يعبر بقوة عن رغبته وعن معارضته إذا كان معتاداً على الثدي فقط، يرفض أحياناً الرضاعة بشدة دافعاً الحلمة بلسانه. لا شيء يبدل رأيه، لا تغيير الحليب ولا تغيير الحلمة انه «اضراب جوع» حقيقي فتشعر الأم بالقلق،
فمن أجل تجنب هذه المعارضة على الأم أن تعرض على الطفل أنواعاً أخرى من الأطعمة وهو لا يزال يرضع من الثدي: مثل عصير الفاكهة، إذا كان الطفل أكبر سناً، ويستطيع أن يحمل الأشياء ويضعها في فمه. كذلك يمكن اعطاء الطفل أنواعاً من البسكويت الخفيف والخاص بالأطفال والذي يذوب بسرعة في فم الطفل.
إذا رفض الطفل الرضاعة، تستطيع الأم أن تقترح عليه أن يشرب بالفنجان أو أن يتناول سائلاً بالملعقة حتى ولو أخذ وقتاً طويلاً في تناول الوجبة.
ليس رفض الرضيع في الفطام المتأخر خطراً.
وعلى الأم ألا تقلق وأن تخفي قلقها، فقد يشعر به الطفل، وأن تكون هادئة وألا تجعل من الطعام مسألة عاطفية.