منوعات

فريضة الصلاة و عظيم منزلتها


الصلاة عماد الدين

اللهم اخرجنا من ظلمات الجهل الى انوار المعرفة و العلم


لقد عظم الله امر الصلاة في القران و عظم شرفها و شرف اهلها ووصى بها وصية خاصة

و قد افتتح الله بها كل اعمال البر و اختتم بها كما قال الله تعالى في الاية الكريمة:

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {11}

ففريضة الصلاة هي الفريضة الاولى و هي الفرض المتكرر الذي لا يسقط في اي حال فالحج يسقط على الفقير و المريض

و الصيام يسقط على المسافر و المريض و الزكاة تسقط على الفقير و الشهادتين لمرة واحدة فقط

من هنا تتضح جليا اهمية فريضة الصلاة فهي عماد الدين و غرة الطاعات و معراج المؤمن الى رب الارض و السموات

و اول ما يحاسب عليه المرء صلاته ان صحت سلم و نجا والا خاب و خسر فهي احد اكبر اسباب سعادة الخلق
و طهارة النفس في الصلاة و هي قرب و ذكر و نور و تنهى عن الفحشاء و المنكر

و الامة التي تضيع الصلاة تهلك لا محال و يكثر فيها الفسق. الانحراف. الغش. الكذب. النفاق. الدجل. العدوان. الخيانة….

قال المولى عز و جل ‏:‏ ‏{‏‏فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}

فلنحافظ على صلاتنا لان لها فضائل و مزايا لا توجد في غيرها من العبادات فهي اول ما فرض الله من الاسلام بعد الشهادتين

و هي فريضة السماء لانها فرضت على النبي عليه افضل الصلاة و السلام و على امته ليلة الاسراء في السماء
اما باقي العبادات ففرضت على الرسول الكريم في الارض عن طريق جبريل عليه السلام

لهذا دائما يامر نبينا عليه الصلاة و السلام رسله الى الناس ان يبداو بالصلاة بعد الشهادتين

قال الله تعالى ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِين﴾.

و اهل النار عند سؤالهم ما سلككم في صقر قالوا لم نكن من المصلين

و قد وصف الله الانسان بالهلع و الجزع و المنع للخير الا اهل الصلاة فقد استثناهم حين قال:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) سورة المعارج

و الصلاة هي شعار النبيئين و صفة المتقين فقال الله عن ابراهيم و لوط و يعقوب و اسحاق و اوحينا اليهم فعل الخيرات و اقام الصلاة

و اخبر عن اسماعيل بقوله و كان يامر اهله بالصلاة و الزكاة و كان عند ربه مرضيا

و اخبر عن عيسى انه قال عن ربه و اوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا

و في دعاء ابراهيم الخليل له و لذريته ربي اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي

و امر الله بها كليمه موسى بقوله انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني و اقم الصلاة لذكري

و في خطبة الوداع اوصى بها نبينا الكريم عليه افضل الصلاة و السلام.

اذن فليس بعد ذهاب الصلاة اسلام و لا دين و قدر الاسلام في قلب العبد يكون بقدر الصلاة

و لهذا يحذر علماؤنا الكرام العبد ان يلقى الله و لا قدر للاسلام عنده اذا كان يتهاون في الصلاة

قال رسولنا الكريم ان الصلاة هي عمود الاسلام فالاسلام لا يقوم الا على الصلاة

كما ان البيت لا يقوم الا على عمود يرفعه فاذا سقط العمود سقط البيت كذلك اذا سقطت الصلاة سقط الاسلام.

و الصلاة هي الفارقة بين المسلم و الكافر و قال رسولنا الكريم ان العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة

فلنتقي الله و نحافظ على الصلاة في وقتها و الا نكون من الذين ضيعوا دنياهم و اخراهم فنكن من الخاسرين

قال المولى غز و جل: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ (31) وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ(33) أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ (34) ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ (35) أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ (39) أَلَيْسَ ذَٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ) (40)

Leave a Comment