أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة آمال الفلاحين المغاربة في موسم زراعي مخالف للسنوات الماضية، التي عرفت جفافا متواصلاً أثّر سلبا على المحاصيل الفلاحية بالعالم القروي، ثم انضاف إليه فيروس “كورونا المستجد”، الذي زادَ في تأزيم الأوضاع العامة بالمملكة.
وشهدت حواضر وبوادي البلاد زخات مطرية قياسية خلال الأسبوع الجاري بعدما انحبس المطر فترة طويلة، وهو ما أثار استحسان المزارعين القرويين، الذين يعتمدون على الأمطار في مزاولة أنشطتهم اليومية، خاصة أن الموسم الماضي شكل خسارة فادحة لهم في ظل ضعف الإقبال على شراء المواشي ومحدودية الغلة الفلاحية.
وارتفع المخزون المائي لمجموعة من السدود بالمملكة، خاصة الكائنة بجهة سوس- ماسة، حيث ارتفعت نسبة ملئها الإجمالية إلى 29.1 بالمائة إلى حدود صباح الأحد، فيما بلغت نسبة ملء السدود الوطنية 42 بالمائة، مما سيضمن انطلاقة جيدة للموسم الفلاحي في الدوائر السقوية.
ويتوفر المغرب في الوقت الحالي على 145 من السدود الكبرى، و250 سدا صغيرا، وينتظر أن يتم تشييد 20 سدا جديدا خلال الفترة المتراوحة بين 2020 و2027، بسعة تصل إلى 5.38 مليارات متر مكعب، بغلاف مالي قيمته 115 مليار درهم.
وفي هذا الإطار، قال عمر أوزياد، فاعل مدني متتبع للشأن الفلاحي بجهة بني ملال- خنيفرة، إن “التساقطات المطرية المهمة التي سجلتها البوادي المغربية، لا سيما في منطقة الأطلس الكبير والمتوسط، سيكون لها وقع كبير على النشاط الفلاحي خلال الموسم الجاري”.
وأضاف أوزياد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المزارعين تضرروا كثيرا من الأزمة الوبائية الراهنة، بعدما أقدمت السلطات المحلية على إغلاق الأسواق الأسبوعية طيلة أشهر، وهو ما حال دون بيع المواشي، التي تشكل مصدر رزق دائم بالنسبة إلى فئة الرعاة الرحل”.
وأوضح الفاعل الجمعوي ذاته أن “مواسم الجفاف ساهمت في تدهور الوضعية المعيشية للفلاحين أيضا، بحكم قلة الأمطار في كثير من المناطق، التي تأثرت بالتغيرات المناخية والتقلبات البيئية، غير أن هذه الانطلاقة الجديدة ستكون واعدة للفلاحين في العالم الجبلي”.
ودعا أوزياد إلى “الاعتناء بالفلاحين والرحل القاطنين بالدواوير، لا سيما الجبلية منها، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي يكابدونها لتوفير لقمة العيش لأبنائهم، مما يتطلب مضاعفة البرامج الحكومية الموجهة إلى هذه الفئات المجتمعية، حتى يتم التقليص من الفوارق المجالية الشاسعة بين القرى والحواضر”.