تعي دورها في الحياة كزوجة و أم .
هي تعرف أن الرجل يتوقع الاهتمام من الزوجة ، يتوقع التقدير ، و لذا فهي تعيش أحلامه و انتصاراته و أمجاده حتى إن كانت هي الشاهدة الوحيدة عليها ، تعيش حياته و اهتماماته و عمله لحظة بلحظة ، و لا تفارقه لحظة .
الحب هو حياتها ، و زوجها هو محور حياتها ، و أسرتها هي مملكتها .
هي زوجة ثرية العقل غنية الروح . تعيش الحياة بفهم يدفعها إلى الانفتاح على الكون ، فتفهم من أمور الحياة و أحوال الدنيا ما يجعلها مثقفة ، متفتحة ، فاهمة ، متعلقة ، عذبة الحديث ، مقنعة المنطق ، مؤثرة بأفكارها و روحها .
و لذا ، فمن حبها لزوجها و إحساسها بحب زوجها لها ، تدرك أن تأثيرها لايكمن في جمال شكلها ، و إنما يكمن في جمال عقلها و رونق روحها .
هي الزوجة التي تملك روحا سمحة و نفسا طيبة و طباعا هادئة غير متسلطة ، غير عدوانية . لا تستهويها سلطة أو قيادة أو زعامة . و لأنها ارتبطت برجل تحبه و تثق به و تطمئن إليه ، فإنها تسلّم له قيادة مركب الحياة تساعده بعقلها و بجهدها ، تقف بجانبه و ليس وراءه و لا ترضى أن تقف أمامه .
أن تكون ” غيرتها ” نابعة من حبها بهدف الحفاظ على حبها و زوجها الذي تثق به ، فهو جدير بالثقة و لأنها تثق بنفسها أيضا و فوق كل ذلك و قبل كل ذلك ثقتها بالحب الذي يربطها بزوجها ، غيرة عاقلة ، هادفة ، هادئة تسعد الرجل و في نفس الوقت تحذره و توقظه و تنبهه .
إخلاصها و وفائها ليسا محلا لنقاش أو تأكيد و إلا أصبحت كل الأمور عبثية .
من خلال سلوكها الاجتماعي المتوازن الراقي الذي يعكس حكمتها و توازنها النفسي و ثقتها بنفسها و عدم احتياجها لكلمات الإطراء و عبرات المديح و تلميحات الغزل .
فهي ترفض ذلك بإباء نابع من حسها الأخلاقي القوي و من احترامها لذاتها و احترامها لكيانها كزوجة ، و لأنها واعية و ناضجة و ذكية ، فإنها لا تستخدم سلاح الشك و الغيرة لإذكاء مشاعر زوجها نحوها ؛ لأنها تعرف أن هذا سلاح مدمر يقضي على الأحاسيس الطيبة لزوجها ، يقضي على إحساسه بالأمان .
أن تكون مبادئها ، إيجابية ، مشاركة ، متعاونة ، فعالة .
و ذلك في إدارة شئون حياة اللأسرة و أن تعرف جيدا أنها مصدر الحياة ، و مصدر الاستمرار ، و مصدر الاستقرار ، و أنها هي القائد من الداخل ، من الباطن ، و أن مصدر قوتها هو الحب و الاحتواء و الفهم و الوعي و الذكاء ، الذكاء الأنثوي الفطري الذي يدرك بالحس الداخلي و باللاشعور أنه لولا المرأة لما كانت الحياة ، المرأة الزوجة ، المرأة الفاضلة .
أن تستند حياتها كلها إلى قاعدة أخلاقية ، تتمثل في القيم الرفيعة من صدق و أمانة و تواضع و تسامح ينعكس في سلوكها العام و حياتها الزوجية .
أن تكون تقية ، مؤمنة . لا خير في امرأة لا تعرف ربها ، و لا اطمئنان مع زوجة لا ترعى حدود خالقها .
أن تكون عاجزة عن الحب .
أن تدخل في منافسة مع الرجل .
أن تكون عدائية متسلطة .
أن تكون تافهة العقل .
أن تفتقد لمشاعر الانتماء للبيت و يصبح زوجها على هامش حياتها .
أن تتمتع بالاستهتار و السطحية و المبالغة و الاهتمام بالمظهر الذي يكشف عن جوهر ضحل .
أن تكون قاعدتها الأخلاقية مثقوبة ، فتهدر القيم و خاصة المتعلقة بالولاء و الالتزام و الإخلاص في الحياة الزوجية .
أن تكون غير متوازنة نفسيا ، فتتذبذب انفعالاتها ، و تتأرجح ثقتها بنفسها ، فتندفع نحو حماقات و مهاترات لتأكيد الذات و الدفاع عن النفس ضد اعتداءات وهمية . و بذلك تتسم حياتها بالعنف ، و العدارو و الشك و سوء الظن .
أن تفتقد لمشاعر القدسية ، قدسية الإنسان ، قدسية العلاقة الإنسانية ، الصداقة ، الحب ، الزواج ، الأمومة ، و هذا يجعلها تتناول الأمور الجادة تناولا سهلا رخيصا يفتقد للبراءة و الطهارة .
أن تتمتع بالغرور و الأنانية و النرجسية ، فلا تعطي و إنما تصبح طرفا ناشزا في علاقة أساسها العطاء و هي العلاقة الزوجية .
المصدر : كتاب / زواج بلاحب و حب بلا زواج
دكتور / عادل صادق رحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى ” كان أستاذ و رئيس قسم الطب النفسي